غزة - دنيا الوطن
أبلغت إيران جيرانها أول من أمس بأنها على وشك إجراء مناورات بحرية واسعة في بحر العرب، تشمل مناورات عسكرية قرب مضيق هرمز، الذي يعد ممرا ملاحيا حيويا لعمليات نقل النفط الدولية. وتعد هذه المناورات، التي ستبدأ اليوم وتستمر لمدة 10 أيام، هي المناورات الإيرانية الأولى منذ مايو (أيار) عام 2010، كما وصفتها وسائل الإعلام الرسمية بأنها من أكبر المناورات التي خططت لها البلاد على الإطلاق، ويبدو أن الهدف من حجم هذه المناورات هو إظهار قدرات إيران العسكرية، حيث إنها تواجه عزلة متزايدة من جراء برنامجها المشتبه به للطاقة النووية.
وستؤدي هذه المناورات الحربية لوضع السفن الإيرانية بالقرب من سفن الأسطول الخامس للولايات المتحدة، والمتمركز في البحرين، والذي يقوم بدوريات حراسة في أماكن قريبة من هذا المكان، تشمل مضيق هرمز.
وتمر نحو ثلث ناقلات النفط في العالم عبر مضيق هرمز، الذي تصفه إدارة معلومات الطاقة في الولايات المتحدة بأنه «أهم نقاط الاختناق في عمليات نقل النفط في العالم». وقد ارتفعت أسعار النفط كرد فعل على هذه الأنباء الواردة من إيران، فضلا عن ازدياد العنف وعدم الاستقرار السياسي في العراق، مما أدى إلى إثارة المخاوف بشأن احتمال حدوث خلل في إمدادات النفط، حيث ارتفعت تكلفة عقد تسليم النفط في فبراير (شباط) في بورصة نيويورك التجارية من 98.67 دولار للبرميل يوم الأربعاء، إلى 99.70 دولار للبرميل بحلول منتصف النهار.
وقال الأميرال حبيب الله سياري، قائد القوات البحرية الإيرانية، في مؤتمر صحافي في طهران، إن المناورات ستغطي مساحة واسعة من الجانب الشرقي من مضيق هرمز في خليج عمان، إلى الجنوب والغرب عبر بحر العرب وخليج عدن بالقرب من القرن الأفريقي.
ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية عن الأميرال سياري قوله للصحافيين إن الهدف من التدريبات هو إظهار «قوة إيران العسكرية وقدراتها الدفاعية في المياه الدولية، بالإضافة إلى نقل رسالة سلام وصداقة لدول المنطقة، واختبار أحدث المعدات العسكرية».
كما نقل عن الأميرال سياري قوله: إنه «سيتم استخدام أحدث نظم الصواريخ والطوربيدات في المناورات»، وإنه «سيتم أيضا اختبار المدمرات، وسفن إطلاق الصواريخ، والسفن اللوجيستية، والطائرات من دون طيار، والصواريخ الساحلية».
وقالت الملازم ريبيكا ريبريتش، المتحدثة باسم الأسطول الخامس من مقره في المنامة بالبحرين، في رسالة عبر البريد الإلكتروني، إن قيادة الأسطول على علم بالتقارير الواردة من إيران، مضيفه: «لم يخرج التفاعل الحادث بين سفن الأسطول الخامس للقوات البحرية الأميركية وسفن القوات البحرية الإيرانية العادية عن نطاق معايير الممارسة البحرية المعتادة، والروتين المهني».
ورغم أن إيران تجري تدريبات عسكرية واختبارات للصواريخ بشكل دوري، فإن حجم وتوقيت هذه المناورات البحرية جدير بالملاحظة، حيث إنها تأتي في وقت تشعر فيه إيران بأنها محاصرة بشكل متزايد بسبب برنامجها النووي، الذي تصر على أنه يخدم أغراض سلمية بحتة.
وقد أصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرا في الشهر الماضي أثار احتمال أن تكون إيران تعمل على صنع سلاح نووي ونظام لإطلاق الصواريخ، حيث قالت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل أنهم لن يقبلوا أن تمتلك إيران سلاحا نوويا، كما لمحت إسرائيل على وجه الخصوص بأنها قد توجه ضربة عسكرية وقائية إلى أهداف يشتبه في كونها نووية في إيران. وكان مجلس الأمن في الأمم المتحدة قد أصدر 4 جولات من العقوبات لمعاقبة إيران لعدم وقف أنشطتها النووية، كما فرضت الولايات المتحدة وكندا والاتحاد الأوروبي عقوبات خاصة بهم على إيران، استهدفت مجموعة من الصناعات الإيرانية والنظام المصرفي الإيراني.