كشجرة الزيتون الشامخة .. التي تتحدى كل الظروف وتتحدى مرور السنين وراء السنين، وقفت الحجة ام محمود صباح يوم اطلاق الاسرى المحررين في صفقة التبادل في ساحة المقاطعة في رام الله تغمرها الفرحة... بثوبها المطرز والكوفية التي لم تفارق يديها رقصت على الحان الاغاني الوطنية التي تصدح في المكان، وتطلق الزغرودة وراء الزغرودة ،، لم توقفها حرارة الشمس صباح ذلك اليوم الذي لم يبق فيه فلسطيني واحد لم يتحدث فيه عن صفقة تبادل الاسرى.. خرج الجميع لاستقبالهم بعرس وطني لم تشهد اراضي الوطن الحبيب على امتداده له مثيل ... وكانت هناك الحجة ام محمود قدمت من الخيمة من جرح النكبة من مخيم الجلزون للاجئين ،، فرحتها الغامرة شدتني اليها لاقترب منها لاشاركها فرحتها ،، مع عائلتها التي تجمعت حولها ،، وكم كانت صدمتي كبيرة عندما بدأت الحجة البسيطة ام محمود حديثها ،، تحدثت عن الصفقة والوحدة الوطنية والعلم الفلسطيني الذي يجمعنا ،، قالت ام محمود ليس المهم من اتم الصفقة وانما المهم ان هناك اسرى خرجوا من وراء القضبان ومن زنازين الاحتلال ،، التي أمضيت 27 عاما من عمري في زيارتها عاما وراء العام لرؤية احبابي من اخوتي وابنائي ومن بعدهم احفادي في سجون الاحتلال،، واليوم هاقد قهرنا السجان وانتزعنا ابنائنا من بين القضبان ،، سألتها من لك بالسجن يا ام محمود ،، ومن خرج منهم اليوم ،، قالت والبسمة مازلت تغلف شفتيها لي ابنين ما زالو في الاسر محمود ومحمد ابو شريفة واربعة من احفادي ما زالو خلف القضبان ، اقتربت من ام محمود اكثر لاركز في كلامها فقد رددت عبارة ما زالو في السجن اكثر من مرة ، سألتها مرة اخرى ،، حجة ام محمود من لك خرج من السجن اليوم ،، قالت ودمعة تقف على مشارف عينيها كل الاسرى اولادي يا بنتي وجيت احتفل مع اهالي الاسرى الي طلعو اليوم وارقصلهم واشاركهم فرحهم متل ما شاركتهم سنين من عمرهم بالزيارات والمعاناة والالم جيت اشاركهم بفرحتهم وما حدا من اولادي واحفادي طلع اليوم ،، وهوت الدمعة من عينيها وارتجفت شفتيها ورددت مرة اخرى كل الاسرى اولادي ،، ولم اتمالك نفسي حضنت ام محمود واخذت بتقبيلها ،،قلت لها حجة ام محمود عقبال ما كلنا نيجي ونشاركك فرحتك يوم طلعة اولادك واحفادك من السجن يا ام محمود ،، ولم اجدني الا وانا اعد ام محمود بانني سآتي الى منزلها لارقص معها واشاركها فرحتها يوم خروج ابنائها من الاسر ...
التقيت بام محمود مصادفة في ساحة المقاطعة ولم اكن اعلم مقدار هذه العظمة التي تزين جبين المراة الفلسطينية ،، تزين جبين الام الفلسطينية ،، المعطاءة ،، نبع الحنية ،، من تفكر بغيرها قبل ان تفكر بنفسها ،، بكت ام محمود فرحا بخروج ابناء غيرها ولم تبكي لعدم خروج ابنائها ،، تمتلا يقينا وثقة وايمانا بان الله لن ينساها ولن ينسى ابنائها ،، وان رقصت اليوم بعرس المحررين من ابناء الشعب الفلسطيني ابناء اخواتها بالمعاناة والنضال فكلها يقين بان خروج ابنائها بات قريبا واننا جميعا سنحتفل معها بخروج ابنائها ،،
اكملت ام محمود فرحتها وعادت للرقص من جديد واطلاق الزغاريد من جديد ،، اخذت بعضا من صور ام محمود لاخلد هذه المصادفة الرائعة التي قادتني الى الالتقاء بها بهذه اللحظات العظيمة التي تثبت يوما بعد يوم عظمة الام الفلسطينية وتميز الام الفلسطينية التي تجعلها قادرة على احتمال الالم بقوة الجبابرة وتدفعها للابتسام من بين الاف الدموع المتجمعة في القلب ولا تسمح لها بالخروج لان اليوم هو عرس وطني لالاف اهالي الاسرى المحررين ....
صورة الحجة ام محمود انتشرت بشكل سريع وكبير جدا على جميع المنتديات وعلى صفحات الفيس بوك لتعلم العالم اجمع دروسا في عظمة الام الفلسطينية وسعة قلبها وقدرتها على الفرح والابتسام رغم الالام التي تعصف بها من كل جانب
لن انساك يا ام محمود ...
شارك هذه الصفحة :
|
0 التعليقات:
إرسال تعليق