في تأكيد لما نشرته «الأنباء» عن عدم وجود مفاوضات بين الكويت والولايات المتحدة الأميركية لزيادة عدد الجنود الأميركيين في الكويت حتى الآن، قال قائد المنطقة العسكرية الوسطى الجديد الجنرال مارتن ديمبسي خلال جلسة استماع عقدها الكونغرس الأميركي الثلاثاء إننا لم نبحث الأمر مع الكويت بعد مستدركا بالقول: لكن رأيي سيبقى أننا نحتاج إلى التواجد عبر تدوير القوات الأرضية والجوية والبحرية على نحو ما.
ولأول مرة يعلن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا عن عدد القوات الأميركية في الكويت والتي تبلغ 29 ألفا من مجموع نحو 40 ألفا في الخليج.
ورد ديمبسي على سؤال لأحد أعضاء الكونغرس: إننا وفي إطار قلقنا المستمر من التهديد الإيراني المتزايد كنا قبل 2001 دورنا كتائب من وإلى الكويت بصورة دائمة من أجل التدريب وأيضا كقوة رادعة وجزء من هذه القوات رادع بالتأكيد.
وفي التفاصيل فقد قدم كل من وزير الدفاع الاميركي ليون بنيتا وقائد المنطقة العسكرية الوسطى الجديد الجنرال مارتن ديمبسي في خلال جلسة الاستماع المحتدمة التي عقدها الكونغرس لتأكيد تعيينه عرضا لتوزيع القوات الاميركية في منطقة الخليج فيما كان سابقا معلومات مصنفة تحت بند السرية طبقا لضوابط عمل الپنتاغون.
وجاء العرض في سياق الرد على سؤال لعضو مجلس الشيوخ السيناتور جوزيف ليبرمان الذي سأل «هل يمكن تقديم صورة تفصيلية عما ورد في شهادتكم عن احتفاظنا بنحو 40 الف جندي في منطقة الخليج. هل يتضمن ذلك القوات المتواجدة حاليا في العراق والتي يبلغ عددها 24 الفا؟».
ورد وزير الدفاع ليون بانيتا على السؤال بقوله «كلا. ان الرقم لا يتضمن القوات التي تتواجد الآن في العراق. ان ما لدينا في الكويت الآن يصل الى 29 الفا. وفي السعودية لدينا 258 وفي البحرين ما يزيد على 6 آلاف او تقريبا 7 آلاف. وفي الامارات العربية المتحدة 3 آلاف وفي قطر 7 آلاف. واذا ما مررت على كل الاقليم واضفت الاعداد فانك ستجد انها ستصل الى 40 الفا».
وسأل ليبرمان مرة اخرى «اذن هل كان هناك قرار بزيادة تلك الاعداد على اي نحو بعد ان اخفقنا في التوصل الى اتفاق مع العراق على بقاء اي قوات هناك؟ اي هل قررنا ابقاء بعض القوات التي سحبت من العراق في المنطقة؟».
ورد ديمبسي قائلا: «نعم ولكنني لن اصف ذلك باعتباره اسبابا ونتائج على اساس ما حدث في العراق. ولكنني اضعه في سياق قلقنا المستمر من الدور الايراني المتزايد. انكم تعرفون فانه قبل 2001 فإننا دورنا كتائب من والى الكويت بصورة دائمة من اجل التدريب ولكن ايضا كقدرة ردعية. والآن فإنني اعتقد اننا لم نبحث الامر مع الكويت بعد. ولكن رأيي سيبقى اننا نحتاج الى التواجد عبر تدوير القوات الارضية والجوية والبحرية على نحو ما».
وسأل ليبرمان «هل سيكون جزء منها قوات قتالية؟».
ورد الجنرال بقوله «بالتأكيد».
وتعني تلك العبارات على نحو ما يفهم منها ان هناك احتمالا بان تطلب الولايات المتحدة من الكويت زيادة عدد القوات الاميركية على اراضيها كقدرة ردعية وان جزءا من تلك القوات سيكون من ضمن ما سيسحب من العراق وان كانت الزيادة ستخضع لمنطق تدوير القوات من اجل استكمال تدريبها اي احلالها بقوات اخرى مساوية ولكن اعلى تدريبا وذلك على نحو دائم.
والقى بانيتا اللوم امس الاول في الجلسة المحتدمة على السياسات العراقية وعدم تمكن رئيس الوزراء نوري المالكي من تمرير اتفاق الحصانة في البرلمان.
لكن جمهوريين بارزين في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ اثاروا الشكوك فيما اذا كان للسياسة الاميركية دور كذلك في الوقت الذي يواجه فيه اوباما انتخابات لفترة ولاية ثانية عام 2012، واوباما من المعارضين لحرب العراق واعتمدت حملته الانتخابية على وعد بإنهائها.
ومن جهته قال السيناتور الجمهوري جون ماكين لبانيتا صراحة انه لا يصدق روايته للاحداث. وقال ان ادارة اوباما فشلت في تقديم الحقائق والبيانات التي يحتاجها العراق لاتخاذ القرار.
ورد بانيتا بقوة قائلا: «سيناتور مكين هذا ببساطة غير حقيقي. اعتقد ان بإمكانك تصديق ذلك.. لكنه غير حقيقي».
وقال الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة اي اكبر قائد بالجيش انه وآخرين من القيادات العليا في الپنتاغون تلقوا تشجيعا من بانيتا وسلفه روبرت غيتس لحشد تأييد قيادات الجيش العراقي لقبول بقاء قوة تدريب اميركية.
وقال: كلنا طلب منا التحاور مع نظرائنا وتشجيعهم على القبول بموطئ قدم صغير ودائم.
شارك هذه الصفحة :
|
0 التعليقات:
إرسال تعليق