اظغط لايك وتابعنا

رسالة إلى " طباخ الرئيس"


بقلم : إبــراهيــم حشــاد
ربما أختلف معك كثيرا فى مشاعرك تجاه الرئيس السابق حسنى مبارك ، فقد بدا واضحا خلال لقائك بالإعلامى طونى خليفة فى برنامجه "الشعب يريد" على قناة "القاهرة والناس " مدى حبك لشخص الرئيس السابق ( الإنسان) ومدى تأثرك به ، ولا يمكن أن نفرض مشاعر بعينها عليك ولا يمكن لأى شخص أن يتدخل فى أحاسيس أى بنى آدم .. فالأم تحب ابنها رغم عصيانه وفساده ، وقد يحسن إليك شخصا ويسىء إلى سائر الناس فلا تنس احسانه وتظل أسيرا لمواقفه معك ، ولا سيما أن الرئيس السابق الذى يمثل الآن أمام ساحة القضاء ، قد وقف إلى جوارك فى فترة مرضك وكرمك وأعطى لك فرصة الخروج بفيلمك " طباخ الرئيس" الذى يعد نقلة نوعية فى تاريخك الفنى ، إضافة إلى تكريمك ولقائك معه لمدة ساعتين كاملتين، تطرقتما فيها لكل الأمور وسادت جلستكم الضحك والمداعية والنكات ورايت رجلا جدعا على حد تعبيرك ولهذا أنت تحبه .
وليس غريبا أن تجد من يخالفك فى مشاعرك ، ولا يبد نفس الاحاسيس الحافلة بالتعاطف مع الرئيس السابق ، لأن وضعه مختلف عنك تماما .. فلم تتح له الفرصة لمقابلة رئيس جمهورية أو حتى مسئول صغير فى الحى لعرض شكواه ، ولم يسافر على نفقة الدولة عند مرضه ، وربما مات قريب له على فراشه بعد ان تجرعه آلام المرض ولم يجد ثمن الدواء ، ربما يختلف آخرون معك فى مشاعرهم بعد ان فقدوا ابنائهم خلال ثورة 25 يناير، وربما يختلف الآخرون بعدما تلقنوا دروسا من عصا الأمن المركزى ، ومعتقلات أمن الدولة .. وأمور سلبية عديدة الكثير يعلمها ، لذلك هم يختلفون معك فى مشاعرهم ، واحاسيسهم .. وهذا حقهم ، وهذا حقك ولا يمكن أن نجور على شعور أحد.
ورغم الإختلاف الذى بينك وبين الكثير من الثوار إلا أننى قدرت فيك هذا الشخص الصادق الذى لا يتلون كالحرباة ويثبت على موقفه مهما تغيرت الظروف وتبدلت، فالميكروفون كان بيدك وقد كنت قادرا على تغيير كلامك لتكسب " بونط " أو تركب موجه أو تحافظ على جماهيريتك مثلما فعل غيرك ، كانوا بالامس يقبلون أيادى النظام السابق ولما ضاقت على النظام الأرض بما رحبت ظهروا على حقيقتهم ، لتتغير الوجوه وتتبدل الألسنة ، فهذا النجم الكوميدى الشهيرالذى كان يدافع عن مبارك قبل الثورة ويشجع على التوريث ، لم يجد ملجأ بعد الثورة إلا أن يقول " مبارك خدعنى" وهذا الفنان لم يكن يتوقع أن تجنى الثورة ثمارها ، فبات ينتقد الثوار ويفخم فى الزعيم " مبارك " الذى كافح حربا وسلما، ثم جاء الكلام مغايرا ليبدى اعجابه بعد الثورة بما جناه شباب 25 يناير وحصدوه بأرواحهم من أجل تنفس نسيم الحرية ، اما أنت يا زكريا فلا تستحق القائمة السوداء، فالقائمة السوداء ليست مكانا للصادقين والثابتين على مواقفهم أمثالك ، مهما اختلفت وجهات النظر.

twitter شارك هذه الصفحة :

شارك الصفحة في الفيس بوك
شارك الصفحة في صدي قوقل
شارك الصفحة في تويتر Twitter
تابعنا عبر خدمة الخلاصات RSS
تابع تعليقات المدونة عبر الـRSS

أضف بريدك للاشتراك بالقائمة البريدية

Delivered by FeedBurner

0 التعليقات:

إرسال تعليق