غزة - دنيا الوطن
بعد فترة الهدوء التي رافقت التصعيد الأخير في جنوب القطاع، أصبحت الخطوة التالية هي تنفيذ عملية واسعة النطاق في قطاع غزة للتعامل مع الصواريخ المضادة للدبابات والصواريخ طويلة المدى، ومرت ثلاث سنوات ونصف السنة منذ عملية "الرصاص المصبوب" (الحرب على غزة)، وقد تغيرت جبهة قطاع غزة إلى جانبين رئيسيين، الأول بدأت التنظيمات "الإرهابية" التي تقودها حماس في غزة أدى إلى تكثيف عمليات تهريب الأسلحة والذخيرة مع التركيز على الصواريخ المضادة للدبابات وطويلة المدى الدقيقة جداً والتدريب وبناء الانفاق تحت الأرض، والجانب الثاني الحصول على شرعية دولية في حين الحصول على تمويل من ايران. على حد وصف ضابط بالجيش الاسرائيلي. بدوره افاد الضابط "قادة حماس في قطاع غزة تسعى إلى إقامة حكم مع الحفاظ على الهدوء مع إسرائيل ولذلك لم تنضم للجولة الأخيرة من العنف ضد إسرائيل، فيما يتم تمويل قادة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة من قبل إيران وتضع لهم جدول الأعمال، وفي نفس الوقت يعمل قادة الجهاد على تخفيف التبعية المالية للحرس الثوري الإيراني حتى لا يكون لاعب لا يقاوم، وفي استعراض احداث التصعيد الأخير في الجنوب وجه الجيش الإسرائيلي ضربات مهينة لمنظمة الجهاد التي لم تستطيع إبراز قدراتها العسكرية وقتل المدنيين والجنود".
واضاف "تعمل حماس للمحافظة على حالة توازن في القطاع بين السيطرة والهدوء والتصعيد لمنع وقوع عملية كبيرة للجيش الإسرائيلي، ولكن الواقع بين الفلسطينيين والجماعات الإرهابية أنه لا مناص من تلك العملية مع وجود العشرات من الجماعات الإرهابية الذين يحاولون تنفيذ هجمات ولذا على الجيش الإسرائيلي أن يكون مستعداً للحرب، والخوف الكبير هو أن ينفذ عملية واسعة في جميع أنحاء القطاع وسوف يكلف ذلك ثمناً باهظاً ويوقع القتلى هذه المرة في صفوف جنود الجيش الإسرائيلي والمواطنين الإسرائيليين، لأن المنظمات الإرهابية التي تعمل على تحسين تسليحها ستعمل من الانفاق وخاصة عناصر الجناح العسكري لحركة حماس الذين تلقوا تدريبات في الخارج".
وتابع الضابط حديثه "تتنوع خيارات الهجوم الذي سيبدأ بشكل مفاجئ وسيقوم به جنود النخبة في وحدات الجيش الإسرائيلي، ولربما يبدأ بهجمات من الجو والأرض في آن واحد، أو على غرار عملية الرصاص المصبوب، وتوسيع العملية العسكرية في غزة سيكون في حال سقط صاروخ في قلب إسرائيل أو نفذت الجماعات الإرهابية عملية خطف لجندي، فسيكون رد فعل الجيش غير متناسب وعند هذه النقطة سينضم سلاح المدرعات للمعركة بكل قوته، وسيجد أمامه أفضل الصواريخ في العالم المضادة للدبابات والأكثر تقدماً موجودة في قطاع غزة".
من جهته قال الرئيس التنفيذي لوحدات الدروع بالجيش الإسرائيلي، العميد 'بيغال سيلفك'، "ليس للتقليل من مجموع الصواريخ الموجودة والتي تحملها المنظمات الإرهابية في غزة، ولكن أود أن أضع هذا التهديد في وجهات النظر، قبل يوم من بدء عملية الرصاص المصبوب، كنت اشرف على وحدة 401 في كتيبة المدرعات التي كانت بحوزتها دبابات ميركافاه4 ذروة قوة التكنولوجيا، وقد اصيبت احدى تلك الدبابات واثناء اتصالي باحد الضباط المصابين قال لي يبدو ان هناك 10 حالات وفاة في العملية، ولكن بعد مرور قليل من الوقت تبين ان الصاروخ اصاب خزنات البضائع وكنا نقدر أن 30 جندياً اصيبوا بجراح لكن في الواقع اصيب فقط 10 جنود ولم يكن هناك قتلى وجميع الاصابات طفيفة ومتوسطة" على حد زعمه.
فيما قال قادة كبار فيلق المدرعات في الجيش الاسرائيلي "خلال الثلاث سنوات الماضية ارتفعت وتيرة تدريب وتجهيز نظام الدفاع وتنشيط نظام "السترة الواقية" المصنعة للاستجابة مع الصواريخ المضادة للدبابات، وقد وضعت على الحدود مع قطاع غزة مثل هذه الدبابات المزودة بالنظام، المذكور".
و اعتبر كبار قادة الجيش الإسرائيلي في القوات البرية بوضوح أنه من أجل الوصول إلى مركز الثقل وإسقاط أي مدينة عليك الحصول على عربات مدرعة، إن عملية الذهاب في الشوارع الرئيسية وإظهار قوتك وفرض الخوف وعملية التطهير تبدأ بذلك، وإذا بدأت عملية تطهير المنازل من الغلاف الخارجي، نسعى فيما بعد جاهدين لنصل إلى مراحل عميقة، وبذلك سوف ننهي عمينا بتميز ونفقد عدونا الميزة النسبية، هكذا ستكون العملية القادمة في غزة، تتحرك الدبابات على طول مربع قلب مدينة غزة كما كان في الانتفاضة الأولى".
وادعوا ضباط وحدات المدرعات أنهم قادرين في المرحلة الأولى للتعامل مع أنظمة الصواريخ البعيدة المدى باستخدام نظام "السترة الواقية"، وبالتنسيق مع جهاز الاستخبارات وسلاح الجو لتنفيذ عمليات دقيقة على الأرض كعقيدة متماسكة كما حصل خلال التدريبات في هضبة الجولان وقاعدة تزيلم، الجيش الإسرائيلي يعتقد أنه بمجرد أن دخلت الدبابات لعمق غزة فالوضع سيكون أفضل، والصواريخ ستفقد فعاليتها من عدم القدرة على إطلاق في الشوارع وسيكون من الصعب للدبابات المرور في الحارات، ولكن كل عرض شارع يزيد عن ثلاثة أمتار سيسمح فيه التحرك بشكل أسرع باستخدام الدبابات القاتلة وردع الخلايا الإرهابية".
من جانبه اعترف ضابط مظلي بأن عمليات الفتك أصبحت أكثر دقة، ونظام الحماية والأمن داخل الدبابات وما يتم مشاهدته حولها يشعر الجنود بالأمان، فيما يشعر الإرهابيين بالخوف عند تحرك الدبابات، الجيش الإسرائيلي هو الوحيد القادر على التحرك بسرعة في مناطق وعرة وتحت حماية والقوة نارية عالية، وحتى سنوات قليلة مضت كانت عمليات الاستهداف تصل إلى 3.000 متر خلال 4 قذائف فقط، وعمل المدفعية في تحسن مستمر، ويسمح لها العمل في متوسط 90% منذ إطلاق القذيفة الأولى، وباستخدام مزيج من عيار 120 ملم المدفع وبكافة انوع الأسلحة والقذائف.
ويتسائل ضابط عسكري اسرائيلي "هو كيفية تحويل القوة تحت تصرف الجنود"؟، وهو النقطة الحاسمة في أي عملية، خلال الحرب على لبنان تمكن حزب الله من تدمير دبابات ميركافاه 4 ومنذ ذلك الحين لم تستخدم في أي عمليات قتالية بعد الصدمة التي واجهتها في تلك الحرب، والجيش الإسرائيلي يتعلم من الحروب السابقة وأصبحت نسبة الضعف في هذا الطراز من الدبابات قليلة جداً، وستكون خلال المعركة المقبلة ضد حماس وحزب الله ذات ميزة نسبية في المعركة".
من جهته قال قائد القوات العسكرية البرية بالجيش الاسرائيلي "مئير فينكل"،"القتال ضد المنظمات الإرهابية ليس كالقتال ضد جيش نظامي وهذا يجعل من الصعب التكهن بمجال القدرات التشغيلية والحفاظ على سجلها بشكل جيد"، فيما يقول المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي العميد "يوآف مردخاي" لن نقلق بشأن الانتصار في الحرب القادمة".
شارك هذه الصفحة :
|
0 التعليقات:
إرسال تعليق