اظغط لايك وتابعنا

غزو العُملات المزورة لأسواق غزة

غزو العُملات المزورة لأسواق غزة

غزة - دنيا الوطن
ازدادت في الآونة الأخيرة ظاهرة تداول العملات المزورة في أسواق غزة سواء بالعملات الأجنبية أو من فئة الشيقل. ورغم التحذيرات المتواصلة من وجود هذه العملات المزورة إلا أن عدد الضحايا ما زال يزداد بين لحظة وأخرى.

الإجراءات العقابية ما زالت بدورها، غير كافية وتقتصر على فرض الغرامة والإفراج عن المتهم بكفالة مالية فقط.

وفي هذا السياق، قال الصراف زياد اللدعة الذي يعمل في ساحة ميدان فلسطين بغزة بشكل متجول ان عملية ترويج الأموال المزيفة تتم في أوقات مختلفة من الليل والنهار وفي حال عدم اليقظة والانتباه فان العديدين يتعرضون للورطة والخسارة جراء ذلك، مؤكدا أنه في أحد المرات حاول شخص تصريف 1300 دولار منه فما كان منه إلا أن يتأكد من الملمس الخاص بالأوراق النقدية واستعان بزميل له وبالفعل تبين أن الدولارات مزيفة وتم إبلاغ الشخص الذي لديه دولارات بذلك وسرعان ما هرب من المكان.

أما بائع البسطة محمد الشرفا فأكد أنه في إحدى المرات أعطته احدى السيدات مئة شيقل وابتاعت شالا بقيمة 15 شيقلا وبالتالي أعاد لها الباقي وهو 85 شيقلا، وعندما قام آخر اليوم بتسليم دفعة للتاجر الذي يستلم منه البضاعة فوجئ بوجود مائة شيقل مزورة وتحمل هو مسؤولية ذلك وتم خصمها من أجرته.

أما البائع أبو محمد فأوضح أنه في أحد الأيام أعطته سيدة مئة دولار بعد أن ابتاعت بعض الأشياء بقيمة 150 شيقلا وادعت أنه لا يوجد معها إلا مئة دولار وبالفعل عندما حاول تصريفها من المحل المجاور له أكد له الصراف بأنها مزورة واعتذر للسيدة وأعاد المشتريات للمحل.

وأكد البائع «أبو العبد» أنه في حالة من اليقظة الدائمة ويتوانى كثيرا في حال استلام الأموال من زبائن جدد فهو يفحصها جيدا وإن كانت ورقية فإنه يرفعها وينظر إلى الأرقام والصورة موضحا أنه في أحد المرات حاول زبون تمرير مئة شيقل له في زحمة العيد ولكنه اكتشف الأمر كما أن زملاءه يستعينون به عندما يشكون في العملة المقدمة لهم.

وأشار البائع محمد أبو جبل، وهو صاحب بسطة لبيع الملابس النسائية في العشرينيات من العمر، إلى أنه في كثير من الأحيان يخجل عندما يحاول النظر في العملة والتأكد منها ويضطر إلى وضعها في جيبه وإرجاع الباقي ليتبين له بعد ذلك بأنها أموال مزيفة مثلما حدث معه عندما استلم 50 شيقلا وأرجع الباقي بقيمة 40 شيقلا وبعد ذلك فوجئ بأنها مزيفة بعد أن غادرت السيدة
المكان.

وان كان التجار وبائعو البسطات يشتكون من كثرة تداول الأموال المزيفة فإن السائقين لهم النصيب الأوفر في ذلك أيضا مثلما يؤكد السائق محمود سلمان الذي اعتاد على العمل على سيارته في ساعات الليل ولهذا يتعرض لعدة حالات لتمرير الأموال المزورة عليه ومنها صعود ثلاثة أشخاص معه لإيصالهم إلى مكان ما وأجرتهم بلغت 15 شيقلا وقدموا له مئة شيقل وأرجع لهم بالطبع
الباقي، وبعد انتهاء فترة العمل ذهب إلى محطة تعبئة الوقود للتعبئة لليوم التالي، وعندما قدم المئة شيقل لصاحب المحطة رفض استلامها، مؤكدا له بأنها مزيفة ولولا المعرفة والثقة بين السائق وصاحب المحطة لحدثت إشكالية ولكن السائق اعتذر ودفع قيمة التعبئة.

وفي أحد الخطوط الداخلية وأثناء تواجد «حياة وسوق» في داخل السيارة قدم الراكب عشرة شواقل ولكن عندما استلمها السائق استغرب ونظر للراكب الذي يعمل في إحدى المؤسسات وقال له: هذه فلوس مزورة، فشعر الراكب بالخجل

وسأل: كيف عرفت ذلك؟ فشرح له السائق بعض المواصفات التي تشير للتزوير خاصة انه بعد تكرار تلك الحوادث معه أصبح لديه خبرة في اكتشاف القطع المزيفة.

شاب آخر عثر على عشرة شواقل مزيفة وحاول مع زميله التصرف بها وشراء أي شيء بها، وبالفعل ذهب في ساعات الليل إلى مطعم لبيع الفول والفلافل وطلب شراء الساندويتشات وعندما قدمها للبائع تم اكتشاف الأمر، وتظاهر بأنه لا يعرف المزيف وهرب من المكان، وبعد ذلك ذهب لإحدى الأماكن لشراء بعض
المشروبات الساخنة من خلال الجهاز الخاص بذلك، وعندما وضع العشرة شواقل في المكان المخصص لوضع القطع المعدنية تم رفضها من الجهاز، عندها ضحك الشاب وقرر التوقف عن ذلك خوفا من اكتشاف الأمر وتحمله لمخاطر أخرى.

المواطن سامح داود يعتقد ان التهاون في إجراءات المعاقبة لمن يتورط في عمليات التزييف والترويج للأموال المزيفة ساهم في تزايد عمليات النصب والاحتيال لا سيما وأن من يتم ضبطه في حالة تلبس يتم مصادرة الأجهزة وفرض غرامة أو الإفراج عنه بكفالة مالية وبعد ذلك يعود للعمل مرة أخرى.

وأوضح المواطن أبو سمير أنه عرف من بعض المختصين أن البعض يذهب إلى الصين أو إيران لإعداد القطع المعدنية ويقنعون أصحاب المصانع بأنهم يستخدمون هذه القطع «أزرارا للملابس في غزة» ولكن الحقيقة تكمن في ترويجها في أسواق غزة كأموال من خلال النصب والخداع وإيقاع ضحايا جدد لعمليات التزييف
للقطع النقدية على شكل قطع معدنية أو ورقية.

وبين الفينة والأخرى يتم الإعلان عن ضبط أوراق مالية مزورة ومن بينها ما أكدته مباحث شرطة خان يونس قبل شهر بشأن ضبط 1400 شيقل مزورة من فئة المئة شيقل واعتقال ثلاثة من المتهمين ورغم ذلك ما زالت العملات المزيفة تغزو الأسواق وتلحق الخسائر المالية بمن يتورط في التعامل بها في حال عدم
امتلاكه للخبرة والمعرفة اللازمة لاكتشافها في الوقت الذي يمنع حدوث الورطة.

من جانبه، قال الخبير الاقتصادي سمير أبو مدللة انه لوحظ في الآونة الأخيرة انتشار العملات المزورة في غزة وهذا يؤثر بالطبع على الحالة المعيشية للمواطنين بسبب تداول هذا النوع من العملات، لا سيما وأن هذا التداول يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وإحداث حالة من التضخم تساهم في تردي الوضع الاقتصادي الصعب الناجم عن الانقسام وتضرر العديد من المنشآت
الاقتصادية.

وأكد أبو مدللة أن تداول العملات الأجنبية المزورة ترك تأثيره الواضح على ارتفاع أسعار الأراضي خاصة خلال العامين الماضيين بسبب تداول الأموال غير المعروفة المصدر وتأتي عبر الأنفاق بعد تزييفها في الخارج وبشراكة محلية.

وشدد أبو مدللة ضرورة قيام الحكومة في غزة باتخاذ الإجراءات الصارمة بحق المزورين للعملات ووضع الرقابة على استيراد الأجهزة والماكينات التي يتم إدخالها عبر المعابر أو الأنفاق بهدف استخدمها في عمليات تزوير الأموال.

من جهته، أكد الرائد أيمن البطنيجي الناطق باسم شرطة الحكومة بغزة أن عمليات التحري ساهمت في ضبط عدد من المتهمين المتورطين في تزوير العملات الأجنبية والمحلية، مشيرا إلى انه من خلال التحقيق تبين ان عمليات التزوير تتم في سيناء أو غزة كما أن الماكينات التي يتم استخدامها في تزوير الأموال تم تهريبها عن طريق الأنفاق.

وقال ان عمليات التزوير تتم من خلال مجموعة من المشبوهين مثلما يتم في عمليات تهريب المخدرات، مشددا على ضرورة اتباع الحيطة والحذر في حال التعامل مع أشخاص لأول مرة والتأكد من صحة الأموال المتداولة.

twitter شارك هذه الصفحة :

شارك الصفحة في الفيس بوك
شارك الصفحة في صدي قوقل
شارك الصفحة في تويتر Twitter
تابعنا عبر خدمة الخلاصات RSS
تابع تعليقات المدونة عبر الـRSS

أضف بريدك للاشتراك بالقائمة البريدية

Delivered by FeedBurner

0 التعليقات:

إرسال تعليق