غزة - دنيا الوطن
كان الحوار مع الرئيس الفلسطينى، محمود عباس «أبومازن»، هادئاً، حتى وصلنا لمحطة «القدس»، هنا علا صوته، وقالها بوضوح: المدينة المقدسة تضيع، ويتم تهويدها، والعرب صامتون ويتفرجون، ثم أطلق الرجل الذى ظهرت فجأة على قسمات وجهه أعباء سنوات من النضال، تحذيراً مدوياً: «أنتم تعزلوننا، وتتركوننا وحدنا».
«أبومازن»، الذى أفنى سنوات عمره فى البحث عن السلام، أكد فى الحوار الذى أجرته معه «المصرى اليوم» فى رام الله، أن السلام الآن فى خطر، ولا أحد يعرف عواقب تجميده، وسط التعنت الإسرائيلى، لكنه فى الوقت نفسه يعرف تفاصيل خارطة الطريق الفلسطينى للفترة المقبلة، بدءاً من تشكيل الحكومة المستقلة، وحتى إجراء الانتخابات التشريعية، وقال إنه لا يجد مانعاً فى الاتصال بالإخوان المسلمين فى مصر إذا شكلوا الحكومة، وإلى نص الحوار:
■ الساحة مليئة بالملفات الساخنة: من المفاوضات إلى المصالحة وحتى الانتخابات، دعنا نبدأ من المصالحة، كيف ترى مستقبلها فى هذه اللحظة؟
- المصالحة كما تعرفون مطلب وطنى، وعيب علينا استمرار الفرقة بين أبناء الشعب الواحد كل هذا الوقت، لذا كان علينا البحث عن حلول لإنهائها، وكان الحل فى رئاستى الوزارة، صحيح أنها مسألة صعبة لانشغالى بأمور كثيرة لكنى قبلت حسما للمشكلة، والحكومة التى نريدها واتفقنا عليها حتى لا يفهمنا أحد خطأً حكومة انتقالية، تكنوقراطية، تضم مستقلين وتتبع سياستى ولا تتبع أى طرف، لأنها لن تمثل أى أحزاب، لكن من الممكن أن يتم ترشيح شخص ما، عندها سأسأله هل هو مستقل وهل هو من التكنوقراط، ويمكن ضمه، لأنه غير محسوب على فصيل معين، لكن يجب أن يطرح الجميع أسماء المرشحين، وأولهم «حماس».
■ إذن ستقبل ترشيحات الفصائل والقوى السياسية المختلفة؟
- نعم، لكن القرار لى أنا، وهذه الحكومة باعتبارها انتقالية، لها مهمتان، أولاهما إجراء الانتخابات، ولابد أن تكون الرؤية واضحة، ولابد من وجود تسهيلات، وهناك مشكلة عند الإسرائيليين لابد من إيجاد حل لها، والثانية إعمار غزة، ونحن نحاول الحصول على المبالغ التى حددها مؤتمر شرم الشيخ، والمفروض أن يدفعوا لصندوق «إعمار غزة» ما لم يدفعوه من قبل، وعلى ضوء ذلك توصلنا لإعلان الدوحة، وبعد يومين هناك اجتماع بالقاهرة مع كل الفصائل.
■ تحدثت عن مشكلة تتعلق بالانتخابات، فما هى؟
- يجب إتمام الانتخابات فى القدس التى تقع تحت سيطرة الإسرائيليين، ولن نستطيع إجراء العملية الانتخابية بدونها، وعلى إسرائيل أن توافق على إجرائها فى المدينة مثلما حدث فى 2006.
■ هل ستستقبل ترشيحات الفصائل لأعضاء الحكومة فى الاجتماع الذى أشرت إليه؟
- ليس شرطاً فى هذا اللقاء، وعادة ما تكون الترشيحات سرية، وأى تنظيم يستطيع أن يقدم المرشح الذى يراه مناسباً.
■ هل هناك موعد لتقديم تلك الترشيحات؟
- لا يوجد موعد محدداً.
■ وهل سيكون رئيس الوزراء الحالى، سلام فياض، عضواً فى الحكومة القادمة؟
- لم أحدد بعد أى ترشيحات وسأنتظر طرح الأسماء أولاً.
■ هل ستكون حكومة ائتلافية؟
- لا حكومة ائتلافية ولا اتحاداً وطنياً، بل وزارة «انتقالية» من مستقلين، وسيكون هناك توافق وطنى عليها، وسأرى ما إذا كان رئيسها مستقلاً فعلاً أم لا، بمعنى أنه لن يكون فتحاوياً أو حمساوياً.
■ أعلنت أكثر من مرة أن هذه الحكومة تتبع سياستك، لكن مسؤولى حركة «حماس» انتقدوا تلك التصريحات، فكيف ترى هذا الخلاف قبل بدء تشكيل الوزارة؟
- لا أريد الرد على «حماس» الآن، فهذا الكلام قلته مائة مرة، أمام خالد مشعل وأمير قطر، لكننى أتساءل: هل تتبع الحكومة سياسة أحد غيرى، ومن هو؟، وأكرر ستكون وزارة مستقلة غير تابعة لأى طرف، وجئت حلاً للمشكلة وليس بصفتى رئيساً لحركة فتح.
■ هل تعتقد أن خالد مشعل قادر على تنفيذ اتفاقه معك؟
- قال لى: «أنا قادر على تنفيذ اتفاقى معك، ومستعد أن أكمل»، وهو يتكلم باسم الشرعية، لأنه رئيس المكتب السياسى لـ«حماس»، وأنا أتعامل مع من يحملون الشرعية الحزبية، ولا أتعامل مع غيرهم، وإذا كان هناك معترضون، فيمكنك أن تأتى إلى حركة فتح، وستجد هناك 20 شخصاً معترضون على الاتفاق، وليس لى علاقة بالخلافات، ولا أحب سماعها.
■ تعتبر نفسك لست طرفاً فى الخلافات الجارية الآن فى حماس؟
- لست طرفاً، ولن أكون.
■ هناك خلافات تتعلق بمدى دستورية توليكم منصب رئاسة الوزراء؟
- الأمر مطروح على الجميع، وإذا قالوا إن هذا التعيين غير دستورى «بلاش»، وفى النهاية أنا ملتزم بالقانون، وإذا قال الخبراء إن تولى «أبومازن» رئاسة الحكومة غير قانونى فقد أراحونى.
■ ما العقبات الكبيرة التى ستواجه الوزارة المقبلة بعد تشكيلها؟
- أعتقد أن أهمها إجراء الانتخابات، فنحن اخترنا الديمقراطية والتعددية، وعندما جئنا كانت الديمقراطية هى خيارنا، وأظن أنه لا يوجد من يتمتع بديمقراطية أفضل من الموجودة عندنا، لأن لدينا لجنة الانتخابات مستقلة، ولا تتبع الحكومة.
■ المجلس الثورى أعلنك مرشحاً وحيداً للرئاسة، فهل تقبل هذا الترشيح؟
- لن أتحدث فى هذا الموضوع الآن، وسيكون له وقته.
■ أعربت من قبل أنك تريد التفرغ لقضاء وقت مع أحفادك، وفهم البعض منه عدم رغبتك فى الترشح ثانية؟
- لا أريد فتح هذا الموضوع الآن.
■ هل تحدد موعد إجراء الانتخابات التشريعية؟
- لا، لكن هناك موعداً تم تحديده كبداية، وهو 4 مايو، لأن أمام لجنة الانتخابات سلسلة إجراءات لابد من إتمامها أولاً، منها مشكلة القدس التى أشرت إليها، وبعدها تطلب اللجنة منى إصدار مرسوم لاجراء الانتخابات، خلال 3 شهور، وأنا مضطر لإصداره ولا أستطيع تغيير المدة وجعلها شهرين أو أربعة.
■ كرئيس لـ«فتح»، هل تتوقع نتائج أفضل للحركة فى الانتخابات المقبلة عن مثيلتها فى 2006؟
- هذا يتعلق بعمل اللجان، ومدى اقترابها من الجماهير، والتحامها معهم.
■ أليس لديك وأنت رئيس لـ«فتح» تصوراً بنسب الفوز أو عدد المقاعد المتوقع حصول الحركة عليها؟
- لا أحب حسابها بهذه الطريقة، أنا رئيس الشعب الفلسطينى، وليس «فتح» وحدها، وكل الفلسطينيين سواء أمامى، ولا بد أن أبتعد عن الحزبية فى مرحلة الانتخابات.
■ إذا فازت «حماس» بالانتخابات، هل ستسلمهم الحكومة؟
- بالتأكيد، وسلمتها لهم من قبل، عندما جاءنى رئيس لجنة الانتخابات الساعة الرابعة صباحاً وأبلغنى فوزهم، وقلت له: أعلن هذا فوراً واتصلت بنفسى بـ«إسماعيل هنية» وقلت له: مبروك، أعدوا أنفسكم لتشكيل الحكومة، وإذا تكرر الأمر سأفعل هذا مجدداً ما دمت رئيساً.
■ إلى أى حد وصلت المفاوضات مع إسرائيل؟
- للأسف، وصلت لطريق مسدود رغم جهد اللجنة الرباعية الدولية، ورغم جهد الإخوة فى الأردن، وقلت للوفد الفلسطينى الذى ذهب للمفاوضات: اجلسوا مع الجانب الإسرائيلى، وتحدثوا مباشرة واطرحوا ما عندكم، لكننا وصلنا لطريق مسدود، وأمام هذا الوضع لابد أن أتخذ إجراءات لكن لا تسألنى عنها الآن.
■ هل هناك اتصالات غير معلنة مع الجانب الإسرائيلى؟
- كان هناك بين وقت وآخر اتصالات غير معلنة، أحيانا كان يلتقى شخص من هنا وشخص من هناك وتجرى أحاديث، لكن الآن لا يوجد شىء من ذلك، وربما توجد بعد فترة، لا أعلم، وسأعطى لك مثلاً، كان شيمون بيريز، رئيس الدولة، يقول لى: عايز أشوفك، وأجلس معه دون إعلان، ولدينا مثلاً الأجهزة الأمنية تلتقى يومياً الجانب الإسرائيلى للتنسيق، وهى اتصالات مستمرة لكنها غير معلنة، صحيح أنها توقفت الآن، لكن لا توجد قطيعة.
■ هل ترى أن نتنياهو شريك مناسب وراغب فى السلام؟
- وجهة نظرى الرسمية أن نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل المنتخب، وليس لدى بديل غيره لأتعامل معه، أما بالنسبة لآرائه وأفكاره، فلست بصدد البحث حولها الآن، لكن ما دام رئيساً للوزراء، ليس على إلا التعامل معه.
■ هناك مطالبات عديدة لكم بإيقاف اتصالاتكم بإسرائيل، بعد تعنتها الشديد وإيقافها مفاوضات السلام؟
- لاتوجد مباحثات ولا مفاوضات للسلام الآن، لكنى أجرى اتصالات بكل شرائح المجتمع اليهودى، وأقابل كل الأطراف منهم ليسمعوا صوتنا وآراءنا، وفى مرة جاءتنى ابنة الحاخام «عوفيديا يوسف» ضمن وفد يهودى وقابلتهم جميعاً، ويجب أن نخاطب الجميع ونشرح وجهة نظرنا.
■ أفنيت جزءاً كبيراً من عمرك بحثاً عن السلام لكنه يبدو الآن هشاً؟
- مقاطعاً: أنا لا أؤمن بغير السلام وعندما تحدثت مع قادة «حماس» قلت لهم أنا متمسك بالمقاومة السلمية الشعبية، وليس لدى قدرة على مجرد التفكير فى الكفاح المسلح، فقالوا إننى خائن وجاسوس وعميل، فليقولوا ما يقولون، هذه قناعتى وموقفى، ولن أغيرهما أبداً.
■ ألا ترى أن السلام فى خطر؟
- لا شك أن السلام فى خطر شديد، وهو ليس مصلحة فلسطينية فقط أو إسرائيلية فقط، لكنه مصلحة عالمية.
■ ما عواقب انهياره؟
- إذا لم يكن هناك سلام، لا أعرف ماذا سيأتى، لذا أقول إنه فى خطر، لكن السلام ليس من طرف واحد، لابد من طرفين راغبين فيه، وأنا جاهز.
■ هل تعتقد أن الربيع العربى يمكن أن يصل إلى فلسطين؟
- إذا أتى، أهلا وسهلاً وقد جاء لنا الربيع الفلسطينى فى 15 مارس الماضى، وقامت مظاهرات فى كل المدن الفلسطينية تقول: «الشعب يريد إنهاء الانقسام»، وثانى يوم كانت عندى لجنة مركزية قلت فيها إننى موافق على إنهائه، لكن إذا خرج الشعب الفلسطينى وقال: «يسقط أبو مازن» سيسقط أبو مازن، ولن أناقش أحداً، صدقنى لن أقول كلمة إضافية واحدة.
■ كيف ترى ثورات الدول العربية؟
- ما يجرى فى الدول العربية يجرى ونحن نتفرج، ليس لنا دخل بأى منها، فهى قضايا داخلية عربية، لا نتدخل فيها مطلقا، وما تقرره الشعوب سنكون معه.
■ ألا يقلقكم سيطرة الإسلاميين على الحكم فى عدة دول عربية؟
- هذا خيار الشعوب ونحن لا نعقب عليها، إذا كنت أقول لك إن نتنياهو رئيس منتخب وأنا مجبر على التعامل معه، فهل أتدخل فى اختيارات الشعوب العربية، وإذا اختار الشعب الإخوان أو السلفيين فليس من حقى أن أعلق.
■ هل أجريتم اتصالات مع الإخوان المسلمين فى مصر؟
- ليس لدى أى مانع أبداً، ونحن نتعامل مع الحكومة، وإذا شكلوها سنجرى معهم اتصالات، وقد أجرينا معهم اتصالات والتقينا بهم بالفعل.
■ ما طبيعة علاقتكم بالمجلس العسكرى فى مصر؟
- ممتازة، وكلما ذهبت إلى مصر ألتقى المشير ورئيس الأركان ورئيس المخابرات وكل ضباط المجلس، ووزير الخارجية وأمين عام جامعة الدول العربية.
■ فيما يتعلق بسوريا، العالم كله يستنكر ما يحدث هناك، فما موقفكم؟
- لن أعلق ولست طرفاً ولا أستطيع التدخل وأعتقد أنهم يقدرون موقفنا.
■ هل هناك خطر حقيقى على القدس؟
- مستنكراً: خطر!، القدس تهودت، وتكاد تضيع من أيدينا، ولابد من إنقاذها فوراً.
■ كيف يمكن إنقاذها وحمايتها؟
- لابد للعالم العربى والإسلامى أن يتكاتف فوراً لإنقاذ القدس من الضياع، وهناك أراض يمكن تعميرها، وبيوت يمكن شراؤها، وعندنا 300 ألف مواطن يملكون منازل فى المدينة ولا يجدون عملاً، ولا أستطيع أن أطالبهم بالبقاء، وهناك نقطة أخرى أريد التحدث فيها، وهى أن مجىء العرب للأراضى الفلسطينية، لا يعنى التطبيع، لكن لدعمنا ورفع معنوياتنا، وعندى محاضرة سألقيها فى الدوحة، وسأخاطب بها العالم كله متسائلاً: لماذا لا تأتون إلى القدس؟ وجودكم هناك ليس تطبيعاً بل دعم لها، وعندما تأتون هنا فأنتم لا تزورون السجان، بل تواسون السجين، فهل تتركوننا وحدنا، للأسف نسمع فتوى تطالب بمنع زيارتنا، أنتم بهذه الطريقة تعزلوننا، وتعزلون القدس.
كان الحوار مع الرئيس الفلسطينى، محمود عباس «أبومازن»، هادئاً، حتى وصلنا لمحطة «القدس»، هنا علا صوته، وقالها بوضوح: المدينة المقدسة تضيع، ويتم تهويدها، والعرب صامتون ويتفرجون، ثم أطلق الرجل الذى ظهرت فجأة على قسمات وجهه أعباء سنوات من النضال، تحذيراً مدوياً: «أنتم تعزلوننا، وتتركوننا وحدنا».
«أبومازن»، الذى أفنى سنوات عمره فى البحث عن السلام، أكد فى الحوار الذى أجرته معه «المصرى اليوم» فى رام الله، أن السلام الآن فى خطر، ولا أحد يعرف عواقب تجميده، وسط التعنت الإسرائيلى، لكنه فى الوقت نفسه يعرف تفاصيل خارطة الطريق الفلسطينى للفترة المقبلة، بدءاً من تشكيل الحكومة المستقلة، وحتى إجراء الانتخابات التشريعية، وقال إنه لا يجد مانعاً فى الاتصال بالإخوان المسلمين فى مصر إذا شكلوا الحكومة، وإلى نص الحوار:
■ الساحة مليئة بالملفات الساخنة: من المفاوضات إلى المصالحة وحتى الانتخابات، دعنا نبدأ من المصالحة، كيف ترى مستقبلها فى هذه اللحظة؟
- المصالحة كما تعرفون مطلب وطنى، وعيب علينا استمرار الفرقة بين أبناء الشعب الواحد كل هذا الوقت، لذا كان علينا البحث عن حلول لإنهائها، وكان الحل فى رئاستى الوزارة، صحيح أنها مسألة صعبة لانشغالى بأمور كثيرة لكنى قبلت حسما للمشكلة، والحكومة التى نريدها واتفقنا عليها حتى لا يفهمنا أحد خطأً حكومة انتقالية، تكنوقراطية، تضم مستقلين وتتبع سياستى ولا تتبع أى طرف، لأنها لن تمثل أى أحزاب، لكن من الممكن أن يتم ترشيح شخص ما، عندها سأسأله هل هو مستقل وهل هو من التكنوقراط، ويمكن ضمه، لأنه غير محسوب على فصيل معين، لكن يجب أن يطرح الجميع أسماء المرشحين، وأولهم «حماس».
■ إذن ستقبل ترشيحات الفصائل والقوى السياسية المختلفة؟
- نعم، لكن القرار لى أنا، وهذه الحكومة باعتبارها انتقالية، لها مهمتان، أولاهما إجراء الانتخابات، ولابد أن تكون الرؤية واضحة، ولابد من وجود تسهيلات، وهناك مشكلة عند الإسرائيليين لابد من إيجاد حل لها، والثانية إعمار غزة، ونحن نحاول الحصول على المبالغ التى حددها مؤتمر شرم الشيخ، والمفروض أن يدفعوا لصندوق «إعمار غزة» ما لم يدفعوه من قبل، وعلى ضوء ذلك توصلنا لإعلان الدوحة، وبعد يومين هناك اجتماع بالقاهرة مع كل الفصائل.
■ تحدثت عن مشكلة تتعلق بالانتخابات، فما هى؟
- يجب إتمام الانتخابات فى القدس التى تقع تحت سيطرة الإسرائيليين، ولن نستطيع إجراء العملية الانتخابية بدونها، وعلى إسرائيل أن توافق على إجرائها فى المدينة مثلما حدث فى 2006.
■ هل ستستقبل ترشيحات الفصائل لأعضاء الحكومة فى الاجتماع الذى أشرت إليه؟
- ليس شرطاً فى هذا اللقاء، وعادة ما تكون الترشيحات سرية، وأى تنظيم يستطيع أن يقدم المرشح الذى يراه مناسباً.
■ هل هناك موعد لتقديم تلك الترشيحات؟
- لا يوجد موعد محدداً.
■ وهل سيكون رئيس الوزراء الحالى، سلام فياض، عضواً فى الحكومة القادمة؟
- لم أحدد بعد أى ترشيحات وسأنتظر طرح الأسماء أولاً.
■ هل ستكون حكومة ائتلافية؟
- لا حكومة ائتلافية ولا اتحاداً وطنياً، بل وزارة «انتقالية» من مستقلين، وسيكون هناك توافق وطنى عليها، وسأرى ما إذا كان رئيسها مستقلاً فعلاً أم لا، بمعنى أنه لن يكون فتحاوياً أو حمساوياً.
■ أعلنت أكثر من مرة أن هذه الحكومة تتبع سياستك، لكن مسؤولى حركة «حماس» انتقدوا تلك التصريحات، فكيف ترى هذا الخلاف قبل بدء تشكيل الوزارة؟
- لا أريد الرد على «حماس» الآن، فهذا الكلام قلته مائة مرة، أمام خالد مشعل وأمير قطر، لكننى أتساءل: هل تتبع الحكومة سياسة أحد غيرى، ومن هو؟، وأكرر ستكون وزارة مستقلة غير تابعة لأى طرف، وجئت حلاً للمشكلة وليس بصفتى رئيساً لحركة فتح.
■ هل تعتقد أن خالد مشعل قادر على تنفيذ اتفاقه معك؟
- قال لى: «أنا قادر على تنفيذ اتفاقى معك، ومستعد أن أكمل»، وهو يتكلم باسم الشرعية، لأنه رئيس المكتب السياسى لـ«حماس»، وأنا أتعامل مع من يحملون الشرعية الحزبية، ولا أتعامل مع غيرهم، وإذا كان هناك معترضون، فيمكنك أن تأتى إلى حركة فتح، وستجد هناك 20 شخصاً معترضون على الاتفاق، وليس لى علاقة بالخلافات، ولا أحب سماعها.
■ تعتبر نفسك لست طرفاً فى الخلافات الجارية الآن فى حماس؟
- لست طرفاً، ولن أكون.
■ هناك خلافات تتعلق بمدى دستورية توليكم منصب رئاسة الوزراء؟
- الأمر مطروح على الجميع، وإذا قالوا إن هذا التعيين غير دستورى «بلاش»، وفى النهاية أنا ملتزم بالقانون، وإذا قال الخبراء إن تولى «أبومازن» رئاسة الحكومة غير قانونى فقد أراحونى.
■ ما العقبات الكبيرة التى ستواجه الوزارة المقبلة بعد تشكيلها؟
- أعتقد أن أهمها إجراء الانتخابات، فنحن اخترنا الديمقراطية والتعددية، وعندما جئنا كانت الديمقراطية هى خيارنا، وأظن أنه لا يوجد من يتمتع بديمقراطية أفضل من الموجودة عندنا، لأن لدينا لجنة الانتخابات مستقلة، ولا تتبع الحكومة.
■ المجلس الثورى أعلنك مرشحاً وحيداً للرئاسة، فهل تقبل هذا الترشيح؟
- لن أتحدث فى هذا الموضوع الآن، وسيكون له وقته.
■ أعربت من قبل أنك تريد التفرغ لقضاء وقت مع أحفادك، وفهم البعض منه عدم رغبتك فى الترشح ثانية؟
- لا أريد فتح هذا الموضوع الآن.
■ هل تحدد موعد إجراء الانتخابات التشريعية؟
- لا، لكن هناك موعداً تم تحديده كبداية، وهو 4 مايو، لأن أمام لجنة الانتخابات سلسلة إجراءات لابد من إتمامها أولاً، منها مشكلة القدس التى أشرت إليها، وبعدها تطلب اللجنة منى إصدار مرسوم لاجراء الانتخابات، خلال 3 شهور، وأنا مضطر لإصداره ولا أستطيع تغيير المدة وجعلها شهرين أو أربعة.
■ كرئيس لـ«فتح»، هل تتوقع نتائج أفضل للحركة فى الانتخابات المقبلة عن مثيلتها فى 2006؟
- هذا يتعلق بعمل اللجان، ومدى اقترابها من الجماهير، والتحامها معهم.
■ أليس لديك وأنت رئيس لـ«فتح» تصوراً بنسب الفوز أو عدد المقاعد المتوقع حصول الحركة عليها؟
- لا أحب حسابها بهذه الطريقة، أنا رئيس الشعب الفلسطينى، وليس «فتح» وحدها، وكل الفلسطينيين سواء أمامى، ولا بد أن أبتعد عن الحزبية فى مرحلة الانتخابات.
■ إذا فازت «حماس» بالانتخابات، هل ستسلمهم الحكومة؟
- بالتأكيد، وسلمتها لهم من قبل، عندما جاءنى رئيس لجنة الانتخابات الساعة الرابعة صباحاً وأبلغنى فوزهم، وقلت له: أعلن هذا فوراً واتصلت بنفسى بـ«إسماعيل هنية» وقلت له: مبروك، أعدوا أنفسكم لتشكيل الحكومة، وإذا تكرر الأمر سأفعل هذا مجدداً ما دمت رئيساً.
■ إلى أى حد وصلت المفاوضات مع إسرائيل؟
- للأسف، وصلت لطريق مسدود رغم جهد اللجنة الرباعية الدولية، ورغم جهد الإخوة فى الأردن، وقلت للوفد الفلسطينى الذى ذهب للمفاوضات: اجلسوا مع الجانب الإسرائيلى، وتحدثوا مباشرة واطرحوا ما عندكم، لكننا وصلنا لطريق مسدود، وأمام هذا الوضع لابد أن أتخذ إجراءات لكن لا تسألنى عنها الآن.
■ هل هناك اتصالات غير معلنة مع الجانب الإسرائيلى؟
- كان هناك بين وقت وآخر اتصالات غير معلنة، أحيانا كان يلتقى شخص من هنا وشخص من هناك وتجرى أحاديث، لكن الآن لا يوجد شىء من ذلك، وربما توجد بعد فترة، لا أعلم، وسأعطى لك مثلاً، كان شيمون بيريز، رئيس الدولة، يقول لى: عايز أشوفك، وأجلس معه دون إعلان، ولدينا مثلاً الأجهزة الأمنية تلتقى يومياً الجانب الإسرائيلى للتنسيق، وهى اتصالات مستمرة لكنها غير معلنة، صحيح أنها توقفت الآن، لكن لا توجد قطيعة.
■ هل ترى أن نتنياهو شريك مناسب وراغب فى السلام؟
- وجهة نظرى الرسمية أن نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل المنتخب، وليس لدى بديل غيره لأتعامل معه، أما بالنسبة لآرائه وأفكاره، فلست بصدد البحث حولها الآن، لكن ما دام رئيساً للوزراء، ليس على إلا التعامل معه.
■ هناك مطالبات عديدة لكم بإيقاف اتصالاتكم بإسرائيل، بعد تعنتها الشديد وإيقافها مفاوضات السلام؟
- لاتوجد مباحثات ولا مفاوضات للسلام الآن، لكنى أجرى اتصالات بكل شرائح المجتمع اليهودى، وأقابل كل الأطراف منهم ليسمعوا صوتنا وآراءنا، وفى مرة جاءتنى ابنة الحاخام «عوفيديا يوسف» ضمن وفد يهودى وقابلتهم جميعاً، ويجب أن نخاطب الجميع ونشرح وجهة نظرنا.
■ أفنيت جزءاً كبيراً من عمرك بحثاً عن السلام لكنه يبدو الآن هشاً؟
- مقاطعاً: أنا لا أؤمن بغير السلام وعندما تحدثت مع قادة «حماس» قلت لهم أنا متمسك بالمقاومة السلمية الشعبية، وليس لدى قدرة على مجرد التفكير فى الكفاح المسلح، فقالوا إننى خائن وجاسوس وعميل، فليقولوا ما يقولون، هذه قناعتى وموقفى، ولن أغيرهما أبداً.
■ ألا ترى أن السلام فى خطر؟
- لا شك أن السلام فى خطر شديد، وهو ليس مصلحة فلسطينية فقط أو إسرائيلية فقط، لكنه مصلحة عالمية.
■ ما عواقب انهياره؟
- إذا لم يكن هناك سلام، لا أعرف ماذا سيأتى، لذا أقول إنه فى خطر، لكن السلام ليس من طرف واحد، لابد من طرفين راغبين فيه، وأنا جاهز.
■ هل تعتقد أن الربيع العربى يمكن أن يصل إلى فلسطين؟
- إذا أتى، أهلا وسهلاً وقد جاء لنا الربيع الفلسطينى فى 15 مارس الماضى، وقامت مظاهرات فى كل المدن الفلسطينية تقول: «الشعب يريد إنهاء الانقسام»، وثانى يوم كانت عندى لجنة مركزية قلت فيها إننى موافق على إنهائه، لكن إذا خرج الشعب الفلسطينى وقال: «يسقط أبو مازن» سيسقط أبو مازن، ولن أناقش أحداً، صدقنى لن أقول كلمة إضافية واحدة.
■ كيف ترى ثورات الدول العربية؟
- ما يجرى فى الدول العربية يجرى ونحن نتفرج، ليس لنا دخل بأى منها، فهى قضايا داخلية عربية، لا نتدخل فيها مطلقا، وما تقرره الشعوب سنكون معه.
■ ألا يقلقكم سيطرة الإسلاميين على الحكم فى عدة دول عربية؟
- هذا خيار الشعوب ونحن لا نعقب عليها، إذا كنت أقول لك إن نتنياهو رئيس منتخب وأنا مجبر على التعامل معه، فهل أتدخل فى اختيارات الشعوب العربية، وإذا اختار الشعب الإخوان أو السلفيين فليس من حقى أن أعلق.
■ هل أجريتم اتصالات مع الإخوان المسلمين فى مصر؟
- ليس لدى أى مانع أبداً، ونحن نتعامل مع الحكومة، وإذا شكلوها سنجرى معهم اتصالات، وقد أجرينا معهم اتصالات والتقينا بهم بالفعل.
■ ما طبيعة علاقتكم بالمجلس العسكرى فى مصر؟
- ممتازة، وكلما ذهبت إلى مصر ألتقى المشير ورئيس الأركان ورئيس المخابرات وكل ضباط المجلس، ووزير الخارجية وأمين عام جامعة الدول العربية.
■ فيما يتعلق بسوريا، العالم كله يستنكر ما يحدث هناك، فما موقفكم؟
- لن أعلق ولست طرفاً ولا أستطيع التدخل وأعتقد أنهم يقدرون موقفنا.
■ هل هناك خطر حقيقى على القدس؟
- مستنكراً: خطر!، القدس تهودت، وتكاد تضيع من أيدينا، ولابد من إنقاذها فوراً.
■ كيف يمكن إنقاذها وحمايتها؟
- لابد للعالم العربى والإسلامى أن يتكاتف فوراً لإنقاذ القدس من الضياع، وهناك أراض يمكن تعميرها، وبيوت يمكن شراؤها، وعندنا 300 ألف مواطن يملكون منازل فى المدينة ولا يجدون عملاً، ولا أستطيع أن أطالبهم بالبقاء، وهناك نقطة أخرى أريد التحدث فيها، وهى أن مجىء العرب للأراضى الفلسطينية، لا يعنى التطبيع، لكن لدعمنا ورفع معنوياتنا، وعندى محاضرة سألقيها فى الدوحة، وسأخاطب بها العالم كله متسائلاً: لماذا لا تأتون إلى القدس؟ وجودكم هناك ليس تطبيعاً بل دعم لها، وعندما تأتون هنا فأنتم لا تزورون السجان، بل تواسون السجين، فهل تتركوننا وحدنا، للأسف نسمع فتوى تطالب بمنع زيارتنا، أنتم بهذه الطريقة تعزلوننا، وتعزلون القدس.
شارك هذه الصفحة :
|
0 التعليقات:
إرسال تعليق