الرياض - العربية.نت
ما زال الطريق أمامه طويلا لاجتياز حاجز الألف هدف مثل الأسطورة البرازيلي بيليه، ولكن المهاجم الأرجنتيني الشاب ليونيل ميسي نجح لتوه في التقدم خطوة جديدة على هذا الطريق باستكمال مئويته الثانية في سجله التهديفي مع فريق برشلونة الأسباني.
وسجل ميسي ثلاثة أهداف "هاتريك" قاد بها فريقه للفوز 4/صفر على مضيفه فيكتوريا بلزن التشيكي مساء أمس الثلاثاء في الجولة الرابعة من مباريات المجموعة الثامنة بالدور الأول (دور المجموعات) في دوري أبطال أوروبا.
وقاد ميسي برشلونة للتأهل المبكر إلى الدور الثاني (دور الستة عشر) للمسابقة بغض النظر عن المباراتين المتبقيتين للفريق في هذه المجموعة.
ورفع ميسي /24 عاما/ رصيده إلى 202 هدف مع برشلونة في مختلف البطولات وأكد مجددا أنه الحل السحري للفريق الكتالوني في المباريات المهمة والمواقف الصعبة وأنه يعشق تحطيم الأرقام القياسية مع فريق جوسيب جوارديولا.
ورغم صغر سنه ، نجح ميسي على مدار السنوات الست التي قضاها مع الفريق الأول لبرشلونة في التأكيد على أنه الأبرز والأفضل من بين نجوم الجيل الذهبي الحالي للنادي الكتالوني.
وأكد النجم الأرجنتيني منذ بداية مسيرته أنه يتمتع بالعديد من المميزات مثل الرشاقة والنشاط والقدرة على هز الشباك من مختلف الزوايا وبكلتا القدمين خاصة القدم اليسرى إضافة إلى قدراته على هز الشباك بالرأس.
وسجل ميسي أول أهدافه الرسمية مع الفريق الأول لبرشلونة قبل أن يبلغ الثامنة عشرة من عمره وكان ذلك في شباك ألباسيتي خلال مباراة الفريقين في أول أيار/مايو 2005 .
ومنذ ذلك الحين وحتى مباراة الأمس، التي سجل فيها هاتريك جديد له، نجح اللاعب دائما في خطف الأنظار وعبارات الإشادة والإعجاب.
كما كانت الأهداف الستة التي سجلها هذا الأسبوع، "هاتريك" في ريال مايوركا وآخر في فيكتوريا بلزن، أبلغ رد على الانتقادات التي وجهت له في الشهر الماضي بسبب صيامه عن التهديف في ثلاث مباريات متتالية وإشارة البعض إلى أنه يواجه أزمة أو كبوة رياضية.
ولا يشتهر ميسي فقط بأنه أصبح أبرز هداف بين جميع لاعبي برشلونة الحاليين تحت قيادة مدرب الفريق جوسيب جوارديولا ولكنه أصبح أيضاً المحور الأساسي الذي يعتمد عليه الفريق الكتالوني في أهم الانتصارات التي حققها الفريق على مدار السنوات الخمس الأخيرة.
كما يتميز ميسي بأهدافه العديدة في شباك ريال مدريد المنافس التقليدي العنيد لبرشلونة كما ساهم اللاعب بالقدر الأكبر في فوز برشلونة بلقب دوري أبطال أوروبا في عامي 2009 و2011 .
ورغم تعدد ضحايا المتألق ميسي إلا أن أبرزهم حارس مرمى ريال مدريد إيكر كاسياس والذي طالما تلقى اللدغات من "البرغوث" الأرجنتيني.
وكانت أكبر هذه اللدغات في آذار/مارس 2007 عندما سجل ميسي ثلاثة أهداف "هاتريك" ليقود فريقه إلى التعادل 3/3 مع ريال مدريد بينما كانت أبرز وأهم أهداف ميسي في شباك كاسياس خلال لقاء الفريقين في الدور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي حيث أطاح برشلونة بالريال وأكمل طريقه نحو إحراز اللقب.
وكانت آخر أهداف ميسي في شباك كاسياس خلال لقاء كأس السوبر الأسباني قبل بداية الموسم الحالي.
والحقيقة أن تألق ميسي لا يرجع فقط إلى إمكانياته الفنية والبدنية الرائعة وإنما إلى نجاح مديره الفني جوارديولا في توظيف هذه الإمكانيات بشكل خططي رائع من خلال وضع ميسي في الناحية اليمنى ومنحه الحرية في التحرك في كل مكان بعيداً عن الرقابة المحكمة التي تفرض على رؤوس الحربة.
كما منح جوارديولا لاعبه الشاب كثيرا من الثقة ساعدته على أن يصبح أبرز هدافي الجيل الحالي لبرشلونة.
ولا يتوقف الأمر عند ذلك الحد، وإنما قدم ميسي للدوري الأسباني أبرز أهدافه على مدار تاريخ البطولة حيث كان هدفه في مرمى خيتافي في نيسان/أبريل 2007 نسخة مطابقة إلى حد كبير لهدف مواطنه الأسطورة دييجو مارادونا التاريخي في شباك منتخب إنجلترا خلال بطولة كأس العالم 1986 بالمكسيك والذي يأتي على رأس أجمل الأهداف في تاريخ اللعبة.
ويأتي هذا الهدف في شباك خيتافي ضمن أبرز نقاط المقارنة بين مارادونا وميسي خاصة وأن هذا الأخيرسجل في شباك اسبانيول الأسباني هدفاً بيده مثلما سبق لمارادونا أن سجل هدفا بيده في شباك المنتخب الإنجليزي في المباراة نفسها بمونديال 1986 .
وتتلاقى القدرات التهديفية العالية لميسي وغزارة أهدافه مع الانتصارات المدوية التي حققها برشلونة في السنوات القليلة الماضية وفي مقدمتها الفوز الساحق 6/2 على منافسه العنيد ريال مدريد في أيار/مايو 2009 وهي المباراة التي سجل فيها ميسي هدفين.
ومع هذه الأهداف الغزيرة والمستوى الرائع ، أصبح ميسي من أكثر اللاعبين تحطيماً للأرقام القياسية حيث نجح في 16 كانون ثان/يناير 2010 في أن يصبح أصغر لاعب في تاريخ برشلونة يسجل مئة هدف للفريق كما أصبح في 24 نيسان/أبريل 2011 أول لاعب في تاريخ كرة القدم الأسبانية يبلغ الخمسين هدفاً في مختلف البطولات بموسم واحد.
وإلى جانب إجادته هز الشباك بكلتا القدمين ، نجح ميسي أيضا في تسجيل هدف رائع برأسه في شباك مانشستر يونايتد الإنجليزي في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا عام 2009 وآخر بصدره في شباك استوديانتس الأرجنتيني في نهائي بطولة كأس العالم للأندية عام 2009 أيضا.
ويقترب ميسي بشدة وثبات من تحطيم الرقم القياسي لعدد الأهداف التي يسجلها أي لاعب في مختلف البطولات بفريق برشلونة حيث يبلغ رصيده حالياً 202 هدف في المركز الثاني بقائمة أفضل هدافي برشلونة عبر التاريخ التي يتصدرها سيزار رودريجيز برصيد 235هدفاً ويستطيع ميسي تحطيم هذا الرقم القياسي في الموسم الحالي إذا سار بنفس معدله التهديفي حيث يفصله عن ذلك 34 هدفاً.
وقال مدرب الفريق جوارديولا للصحفيين طبقا لما ذكرته "رويترز" اليوم : "ميسي سيتجاوز انجاز سيزار رودريجيز ويصبح الهداف الأول في تاريخ النادي وأنا اعتبر هذا الأمر منتهياً ولا استبعد حدوث ذلك هذا العام."
وأضاف: "إنه فقط في الرابعة والعشرين من العمر وهذا يكشف كثيرا من الأمور."
وأحرز مهاجم أسبانيا سيزار 235 هدفاً لبرشلونة ما بين عامي 1942 و1955 وأصبح انجازه قريباً من ميسي الذي يقدم أداء لافتا خلال الموسم الحالي.
وحصل ميسي على لقب هداف دوري الأبطال في المواسم الثلاثة الأخيرة وأحرز 53 هدفا في جميع المنافسات في الموسم الماضي وهو ينفرد حاليا بصدارة قائمة هدافي دوري اسبانيا برصيد 13 هدفا من عشر مباريات متفوقا بثلاثة اهداف على البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم المنافس ريال مدريد.
شارك هذه الصفحة :
|
0 التعليقات:
إرسال تعليق